• Latest News

    يتم التشغيل بواسطة Blogger.
    8/06/2013

    الصور والخيالات والأوهام المرعبة

    الصيف في كوريا هو أنسب الأوقات لحكايات وأفلام الرعب. "القاتل توون" الذي بدأ عرضه يوم 27 من يونيو هو أول فيلم رعب كوري يحقق درجة مشاهدة تفوق المليون مشاهد خلال الأعوام الخمسة الأخيرة. يدور الفيلم حول الكيفية التي تتحول بها قصة رعب كارتونية إلى حقيقة واقعية. 
    أفلام الرعب صارت من الأشياء الجاذبة للجمهور خلال فصل الصيف منذ مطلع الثمانينات. 
    الصيف صار موسما لأفلام الرعب لأن مشاهدة تلك الأفلام تجعل الجسم يشعر بالبرودة. لذا فإن معظم المنتجين والمخرجين المتخصصين في أفلام الرعب يفضلون بدء عرض أفلامهم الجديدة خلال موسم الصيف. والشباب هم أفضل جمهور أفلام الرعب، ولهذا فإن موسم العطلة الصيفية المدرسية هو الموسم الأفضل لعرض أفلام الرعب. الشباب أنفسهم صاروا هم في العادة أبطال أفلام الرعب، مثل أشهر أفلام الرعب الأمريكية الأخيرة "أعرف ما فعلته في الصيف الماضي"، وهو من الأفلام التي حققت أكبر درجة مشاهدة في أوساط الشباب. وأحد أشهر أفلام الرعب القديمة "كابوس في شارع إيلم" بدأ عرضه في صيف 1980. وفي كوريا، فإن أشهر أفلام الرعب وأكثرها نجاحا يتم عرضها خلال فصل الصيف.
    سلسلة الأفلام التي يطلق عليها اسم "حكايات طالبات المدرسة الثانوية" بدأت في صيف عام 1998 بفيلم "الممرات الهامسة" الذي أعقبه أربعة من أفلام الرعب حتى عام 2009 وأنجحها "سلالم الأمل" وهو نقطة البداية الحقيقية لانطلاق أفلام الرعب الصيفي في كوريا منذ بدء عرضه في عام 2003 وأعقب ذلك سلسلة أفلام رعب صيفية أخرى، مثل "قصة شقيقتين" و"كابوس" و"تليفون" و"سندريلا" و"الحذاء الأحمر" و"جرس الموت"، وكلها أفلام حققت رواجا وإقبالا جماهيريا واسعا في كوريا. صار لأفلام الرعب هذه قوانينها الخاصة التي تهدف لرفع وتيرة الخوف والرعب إلى أقصى درجة ممكنة. 
    أفلام الرعب الصيفي الموجهة للمراهقين بالذات لا تهتم ولا تركز كثيرا على الجدية أو الواقعية، وهي تحفل بأحداث وشخصيات وهمية أو خرافية ولا تكترث بالمنطق. البطل قد يكون أول من يُقتل والفاتنة الحسناء قد تكون هي بطلة القتال في النهاية. الجميع قد يكون في حالة صراع وقتال شرس لكن تسلسل الأشياء قد لا يكون حسب التوقعات أو المنطق كما هو الحال في أفلام الكبار. يمكن القول إن أفلام الرعب هذه الأيام هي تعبير عن ثقافة المراهقين.
    تتناول أفلام الرعب هذه الأيام موضوعات مختلفة. ورغم أن الجرائم المتسلسلة والأشباح والقتلة والأرواح الشريرة هي سيدة الموقف دائما، إلا أن تلك الأفلام قد تتضمن أشياء ومفاهيم موضوعية أيضا، مثل البيئة والوفاء ومساعدة الآخرين.
    فيلم "المختل" الذي بدأ عرضه في يوليو من هذا العام يدور حول صيدلي يحاول إنقاذ أفراد أسرته من فيروس قاتل يعيش داخل الدماغ. الفيلم يتناول موضوع الوباء القاتل كمصدر للرعب.الخوف الحقيقي الذي يثيره هذا الفيلم ينبع من أن الموضوع ليس وهميا ولا خياليا، بل هو شيء ممكن وقابل للحدوث في أي وقت وفي أي مجتمع أيضا.

    الكثير من أفلام الرعب تحرص على نقل صور لطيفة وجميلة، مثل الحب والتكاتف الأسري. ففيلم مثل "المختل" يصور قيم الوفاء والجهد والعزم الحقيقي الذي يسعى من خلاله بطل الفيلم لإنقاذ زوجته وطفليْه، بعد أن غزا الفيروس اللعين أجسادهم.
    الأسرة دائما كانت هي محور وجوهر أفلام الرعب في الماضي والحاضر وأغلب الظن أن ذلك سيكون في المستقبل أيضا. في الماضي كان إنقاذ الأسرة يكون من أشياء مختلفة عما هو الحال اليوم. ففي الماضي كان الإنقاذ من أرواح شريرة أو أشباح، لكن اليوم الإنقاذ يكون من أوبئة وأمراض فتاكة أو من مؤامرات سياسية. 
    مسرحية الرعب "أصدقاء مخلصون" يجري عرضها حاليا على خشبة مسرح ديه هانغ نو، وهي تدور حول المتحري "كانغ إين أو" وبعض أصدقاء طفولته ممن ارتكبوا جريمة قتل بالصدفة عندما كانوا شبابا في مقتبل العمر. بعد عشرين سنة من ارتكابهم تلك الجريمة يتعرضون للقتل واحدا بعد الآخر. ويسعى المتحري الخبير بكل ما أوتي من خبرة وتجارب لكشف أسرار تلك الجرائم. الغموض الشديد والإثارة والموسيقي التصويرية المؤثرة كلها أشياء تجعل المشاهد في غاية التوتر والترقب والتحفز. 
    قد يقوم المتفرج بإغماض عينيه أو سدّ إذنيه لكنه لا يجرؤ على مغادرة مقعده. المتعة بالنسبة له تكون هي شدة التوتر والارتعاش. ما يجعل مسرحيات الرعب أكثر رعبا هو أن المُشاهد عادة ما يكون قريبا جدا وجزءا من مَشاهد الرعب.
    ولهذا فإن مسرحية الرعب قد تكون أكثر رعبا من فيلم الرعب، لأن الشبح أو الروح الشريرة قد تظهر عيانا بيانا أمام ناظريك وعلى بعد خطوات من مقعدك. 
    لكن البعض قد لا يقتنع ولا يقنع بما يشاهد من رعب في فيلم أو مسرحية ويكون تواقا لما هو أكثر من ذلك. هذا البعض قد يجد ضالته في بيوت الرعب، مثل "القبة المظلمة" لمشاهدة الخيالات والصور المرعبة. البعض يتقافز من فوق المقاعد الكهربائية وهم يرتدون النظارات ثلاثية الأبعاد التي تجعلهم جزءا من المشاهد المرعبة بكل تفاصيلها. رغم كل ذلك الخوف والهلع والصراخ فهم يغادرون في النهاية بوجوه باسمة. 
    من الغريب أن يتفاعل هؤلاء الناس مع الخوف ويستمتعون بالرعب في هذا الحر القائظ ويبحثون عن الفزع والهلع هربا من قسوة الصيف. ربما يكون السبب كما ذكرنا في البداية هو أن الخوف مصدر رئيسي للبرودة، ولهذا فقد يكون الخوف والتوتر هو من بين الأدوية التي تساعد على قهر حرارة وقسوة الصيف. فإذا بدا لك ذلك معقولا وأنت تعاني من وطأة هذا الصيف الحارق، فأهلا بك في القبة المظلمة في إين سا دونغ.
    • Blogger Comments
    • Facebook Comments
    Item Reviewed: الصور والخيالات والأوهام المرعبة Rating: 5 Reviewed By: Unknown
    Copyright © 2014 lovely korea All Right Reserved
    Blogger Designed by PBT
    Scroll to Top