• Latest News

    يتم التشغيل بواسطة Blogger.
    8/27/2013

    حسناء في الستين:

    بلغت كوريا الجنوبية قبيل عدة أيام عامها الستين. لم يكن مولد جمهورية كوريا سهلا ميسورا بل جاء بعد مخاض شديد ومن رحم الوجع والمعاناة والحرب الشرسة الضارية بين الأشقاء والتي أحرقت الزرع والضرع وقضت على الحرث والنسل وأهلكت الأخضر واليابس. وُلد الجنين الكوري الجديد فقيرا محروما يتيم الأبوين وهو يصرخ ويصيح في مهده وبدأ في الترعرع وهو يتلمس طريقه الوعر هائما على وجهه في الطرقات ومعدما وعاريا كما خلقتني يا مولاي. لكن ما أن بدأ الوليد يشب عن الطوق حتى اجتاحته روح التمرد والإرادة والعزم على مجابهة كافة أنواع التحديات وقهر كل المعوقات وتذليل كل المصاعب وسط عالم مضطرب ملئ بالقلاقل والمواجهات والأخطار والمهددات. كتب على الوليد الكوري الجديد أن يترعرع وهو يخوض حربا متعددة الأشكال والأساليب مع توأمه وشقيقه الذي أختطف وأنتزع منه انتزاعا بل صار الشقيق التوأم هو أعدى أعدائه وخصمه اللدود ورأس الرمح في كل أشكال الحروب والمكايد والمؤامرات المدبرة ضده. رغم كل هذه الأهوال التي قد لا تتحملها الجبال إلا أن الوليد عرف كيف ينتزع نفسه من قمقمه وأن يبدأ في الانطلاق والتحليق عبر الأجواء الفسيحة والآفاق الرحبة محققا ما عجز عنه الكبار ممن نشئوا وترعرعوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب.
    الوليد الكوري الجديد الذي اكتسب اسم جمهورية كوريا وعرفه العالم العريض باسم كوريا الجنوبية نجح بكل يسر وسهولة نسبية في تحقيق معجزة عجيبة من نوعها صفق لها العالم كثيرا وأطلق عليها اسم المعجزة الاقتصادية على نهر الهان. معجزة لا يمكن أن تتحقق إلا على أيدي أُسد ضارية ونمور وثابة وفهود متحفزة وهكذا صارت كوريا الجنوبية في وقت قياسي على رأس قائمة النمور الآسيوية الأربعة التي اعتبرها العالم نماذج نادرة للكيفية التي يمكن أن تنطلق بها الدول النامية الحديثة الولادة نحو الآفاق التنموية البعيدة.
    وهكذا ، وفي فترة وجيزة قصيرة بحساب الأيام والأعوام والسنين، وعامرة زاخرة ثرية بحساب الإنجازات والإرادة والتحدي ، صارت كوريا الجنوبية ضمن أكبر دول العالم تطورا من ناحية اقتصادية وصناعية وتجارية وتنموية وتكنولوجية وماردا يشار له بالبنان في مجالات عديدة إلكترونية ورقمية وأحد قلاع تقنية المعلومات والاتصالات الذكية في العالم ، وقوة إنشائية وتعميرية بناءة وخلاقة ورائدة في مختلف المجالات الخاصة بالتشييد والبناء بدءا من المشروعات الصناعية الخفيفة وحتى المشروعات الضخمة والعملاقة ومصدرا هاما لكل أنواع الطاقة الجديدة المتجددة والخضراء والنظيفة من نووية وهيدروجينية ومهجنة ، وصارت كوريا الجنوبية أهم الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي تعتبر ناديا يضم القلة القليلة من الدول المتطورة في العالم، وترأست مجموعة العشرين التي تضم أهم عشرين دولة في العالم اقتصاديا عدة مرات. ولم تقتصر الوثبة الكورية على النواحي الاقتصادية والصناعية والإلكترونية والرقمية، بل صارت كوريا دولة مؤثرة وفاعلة على المستوى السياسي والدبلوماسي وها هي تقود الدبلوماسية العالمية على مدى الأعوام السبعة الأخيرة في شخص وزير خارجيتها السابق بان كي مون الأمين العام الحالي لمنظمة الأمم المتحدة. كوريا الجنوبية صارت من الدول الجاذبة على المستوى الثقافي والاجتماعي والسياحي والفني والسينمائي والموسيقي والرياضي واستضافت مناسبات ودورات وتجمعات ومهرجانات ومؤتمرات وفعاليات عالمية هائلة ومتنوعة ومتعددة في مختلف الميادين والمجالات ليس أكبرها الدورة الأولمبية ونهائيات كأس العالم لكرة القدم وقمة العشرين وغيرها من الفعاليات العالمية الضخمة التي هي مجرد غيض من فيض.
    كوريا الجنوبية احتفلت قبل فترة قصيرة بمناسبة عيد ميلادها الستين لكن العالم بمختلف عيونه ينظر لها بافتتان وإعجاب وهي تتمخطر كغادة فاتنة وصبية رائعة الحسن والجمال ميساء غيداء هيفاء نجلاء حسناء زانتها وزادتها سنواتها الستون حسنا ونضارا وجاذبية.
    • Blogger Comments
    • Facebook Comments
    Item Reviewed: حسناء في الستين: Rating: 5 Reviewed By: Unknown
    Copyright © 2014 lovely korea All Right Reserved
    Blogger Designed by PBT
    Scroll to Top