كوريا تحتل المركز الأول في مسابقة أولمبياد الدولية للمهارات المهنية

احتلت كوريا المركز الأول في مسابقة أولمبياد الدولية للمهارات المهنية التي تم اختتامها في يوم الأحد الماضي في ألمانيا. في الواقع ، شاركت كوريا 27 مرة بمسابقة أولمبياد الدولية للمهارات المهنية التي مرت 42 سنة منذ إطلاقها. وفازت بها 18 مرة حتى هذه المرة. هكذا أثبتت كوريا جذارتها كدولة قوية تقنية ومهنية في الساحة الدولية مرة أخرى. وهذه النتيجة المبهرة ترجع إلى نظام التعليم والتدريب التقني والمهني المتقدم في كوريا ، حيث أصبحت كوريا إحدى الدول النموذجية في مجال تنمية الموارد البشرية ، وخاصة في مجال التعليم والتدريب التقني والمهني ، وبالتالي ، عدد من الوفود الأجنبية تزور كوريا للاستفادة من التجارب الكورية التي حققت التنمية الاقتصادية المتسارعة جدا. في هذا الصدد ، قام الوفد السعودي من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني المتكون من عمداء الكليات التقنية ومدراء المعاهد الصناعية الثانوية بزيارة كوريا في الآونة الأخيرة للاستفادة من التجارب الكورية في تنمية القوى البشرية التقنية والمهنية ، حيث شارك الوفد السعودي في البرنامج التدريبي خلال الأسبوعين وتعرف على السياسات التي اتخذتها الحكومة الكورية لترقية مستوى المهارات التقنية والمهنية للقوى العاملة ، ولتوفيرها بشكل ملبي لاحتياجات سوق العمل التي شهدت تغيرا كبيرا جدا. والجدير بالذكر أن الحكومة الكورية أسست المراكز العامة للتدريب المهني بالقروض الأجنبية في بداية التنمية الاقتصادية وقدمت حوافز كبيرة لاستقطاب النخبة المميزة من الشباب الكوريين وخاصة الشباب الذين لديهم ذكاء ، لكنهم لم يستطعوا أن يلتحقوا بالتعليم العالي بسبب الفقر في الفترة الماضية. لأن المجتمع الكوري كان ولا يزال يتأثر بالثقافة الكونفوشيوسية التي تصنف العلماء الأكادميين ضمن أعلى مكانة اجتماعية ، لكن التجار والمهنيين والمهندسين ضمن المكانات المتدنية اجتماعيا ، وبالتالي ، الشباب المتميزون كانوا يريدون أن يلتحقوا بالتعليم العالي. هكذا التحق عدد من الشباب الممتازين من المناطق الريفية بالمراكز العامة للتدريب المهني مع الحصول على الحوافز المادية والمعنوية الكبيرة ، وهم أصبحوا أساسا للتنمية الاقتصادية المتسارعة التي حققتها كوريا. هكذا القوى العاملة الماهرة تقنيا ومهنيا تدربت بشكل مناسب ، تمشيا مع تغيير الهيكل الصناعي الكوري من الصناعة الخفيفة في السبعينات من القرن الماضي مثل إنتاج الخشب الرقائقي والشعر الاصطناعي إلى الصناعة حديثة التكنولوجيا في التسعينات مثل إنتاج أشباه الموصلات ، مرورا بالصناعة الكيماوية الثقيلة في الثمانينات.

12:48 م